هل يمكن الشفاء التام من السكتة الدماغية (الجلطة)؟

21/10/2024by Engin Çakar

السكتة الدماغية هي مشكلة صحية خطيرة تؤثر على ملايين الأشخاص. يوجد أكثر من 100 مليون مريض بالسكتة الدماغية حول العالم، ويصاب أكثر من 12 مليون شخص بالسكتة الدماغية كل عام. تحدث السكتة الدماغية عندما ينقطع تدفق الدم إلى الدماغ بسبب جلطة دموية، أو انسداد الأوعية الدموية في الدماغ، أو نزيف في المخ.

السكتة الدماغية تؤدي إلى فقدان العديد من الوظائف لدى الشخص، وقد تكون عملية التعافي طويلة وشاقة. في هذا المقال، سنتناول موضوعًا يثير فضول العديد من المرضى وأقاربهم: هل يمكن الشفاء التام من السكتة الدماغية؟ وما هي نسب الشفاء؟

عملية التعافي من السكتة الدماغية

عملية التعافي من السكتة الدماغية هي عملية معقدة تتضمن مراحل مختلفة، حيث يواجه كل مريض تحديات وأهداف فريدة. على الرغم من أن عملية التعافي قد تختلف من مريض لآخر، فإن معظم المرضى يمرون بالمراحل التالية:

المرحلة الحادة:
تشمل المرحلة الحادة الأيام القليلة الأولى بعد السكتة الدماغية. يهدف العلاج في هذه المرحلة إلى تقليل المخاطر التي تهدد حياة المريض، تحقيق الاستقرار الطبي، ومنع حدوث المزيد من الأضرار في الدماغ. قد تشمل هذه المرحلة استخدام الأدوية لإذابة الجلطات الدموية أو وقف النزيف، بالإضافة إلى التدخلات الجراحية عند الحاجة.

المرحلة شبه الحادة:
تبدأ عادةً بعد بضعة أيام من السكتة الدماغية وقد تستمر لعدة أسابيع. الهدف في هذه المرحلة هو إدارة أي مشاكل إضافية قد تنشأ والبدء في عملية إعادة التأهيل والعلاج الطبيعي. خلال هذه الفترة، قد يبدأ المريض في تلقي العلاج الطبيعي، العلاج الوظيفي، علاج النطق والبلع، والعلاج الروبوتي. غالباً ما يتم تقديم هذه العلاجات في مراكز إعادة التأهيل الشاملة التي توفر الرعاية داخلية.

المرحلة المزمنة:
تبدأ بعد بضعة أسابيع من السكتة الدماغية وقد تستمر لأشهر أو حتى سنوات (وأحياناً مدى الحياة). الهدف في هذه المرحلة هو تعزيز التعافي إلى أقصى حد وتعويض فقدان الوظائف الذي قد يكون حدث. يواصل المريض العلاج الطبيعي إما من خلال الإقامة في مراكز إعادة التأهيل الشاملة أو كعلاج خارجي.

كم عدد مرضى السكتة الدماغية الذين يتعافون تمامًا؟

فرصة التعافي التام لمرضى السكتة الدماغية تعتمد على شدة السكتة، موقع الضرر في الدماغ، عمر المريض، حالته الصحية العامة، والعلاجات المقدمة. للأسف، لا يتمكن بعض المرضى الذين يعانون من الشلل الناتج عن السكتة الدماغية من التعافي الكامل، وقد لا يستعيدون بعض الوظائف التي فقدوها مدى الحياة. ومع ذلك، يمكن للعديد من المرضى استعادة وظائف هامة بعد السكتة الدماغية، ومع العلاج المناسب وإعادة التأهيل والدعم، قد يتمكنون من العودة إلى حياتهم اليومية بشكل مستقل.

تشير الأبحاث إلى أن حوالي 10-15% من مرضى السكتة الدماغية يتمكنون من التعافي بشكل كامل. هؤلاء الأشخاص قد يتغلبون على الشلل ويستعيدون جميع الوظائف التي فقدوها نتيجة السكتة الدماغية.

أما نسبة 25-40% من مرضى السكتة الدماغية، فإنهم يتعافون جزئيًا. بمعنى أنهم قد يستعيدون بعض الوظائف المهمة التي فقدوها، ولكنهم يعانون من بعض الاضطرابات الدائمة. بعد عملية إعادة التأهيل والعلاج الطبيعي، يمكن لهؤلاء المرضى العودة إلى حياتهم اليومية والعمل بشكل مستقل.

أما نسبة 50-65% من مرضى السكتة الدماغية، فقد لا يتمكنون من استعادة العديد من الوظائف التي فقدوها. يحتاج هؤلاء المرضى عادةً إلى فترة طويلة من العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل ليتمكنوا من الوصول إلى درجة من الاستقلالية في حياتهم اليومية. بعضهم قد يستطيع القيام بالأنشطة اليومية بشكل مستقل، بينما يحتاج آخرون إلى مساعدة في الحركة، العناية الشخصية، والتواصل.

العوامل المؤثرة على التعافي

كما أشرنا سابقاً، فإن فرصة التعافي التام بعد السكتة الدماغية تعتمد على عدة عوامل. لنلقِ نظرة أقرب على بعض هذه العوامل:

شدة السكتة الدماغية: تعد من أهم العوامل المؤثرة على التعافي. في حالات السكتة الخفيفة، قد يكون الشفاء التام ممكنًا في فترة قصيرة، بينما في السكتات الشديدة قد يبقى المريض مصابًا بالشلل أو يفقد حياته.

موقع السكتة الدماغية: يلعب دوراً مهماً في عملية التعافي. إذا حدثت السكتة في منطقة من الدماغ مسؤولة عن وظائف حيوية، فإن فرصة تعافي المريض ستكون أقل.

عمر الشخص: هو أحد العوامل المهمة في عملية التعافي. بشكل عام، تكون فرصة تعافي المرضى الشباب أكبر من المرضى كبار السن.

الحالة الصحية العامة للشخص: تؤثر الحالة الصحية العامة للمريض قبل وبعد السكتة الدماغية على عملية التعافي. الأمراض المزمنة مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، أو أمراض القلب قد تجعل التعافي أكثر صعوبة. وبالمثل، فإن المرضى الذين يعانون من زيادة الوزن أو يعيشون نمط حياة غير نشط أو يدخنون قد يكون تعافيهم أبطأ.

العلاجات المقدمة: تُعد العلاجات التي يتلقاها المريض منذ المرحلة الحادة، بما في ذلك الأدوية، التدخلات الجراحية، وبرامج إعادة التأهيل والعلاج الطبيعي، من أهم العوامل التي تحدد فرص التعافي. نقل المريض إلى مركز إعادة تأهيل شامل يحتوي على فريق مختص وذو خبرة، ويستخدم تقنيات حديثة مثل العلاج الروبوتي، يمكن أن يزيد من فرص الشفاء.

Engin Çakar

مركز الذاكرة للعلاج الطبيعي والتأهيل رئيس قسم أ.د. دكتور. إنجين تشاكار متخصص في السكتة الدماغية وتلف الدماغ وإعادة التأهيل العصبي وعلم الطحالب.

Prof. Dr. Engin Çakar

البروفيسور دكتور. يتمتع إنجين تشاكار بأكثر من 20 عامًا من الخبرة في علاج السكتة الدماغية وإصابات الدماغ.

لماذا نحن؟

البروفيسور دكتور. مركز إنجين تشاكار للعلاج الطبيعي وإعادة التأهيل هو مركز مجهز تقنيًا يقدم حلولًا للعديد من الأمراض مثل الشلل وتلف الدماغ والألم وأمراض الركبة.

روابط اجتماعية

يمكنك البقاء على اطلاع من خلال متابعتنا ومركزنا من خلال حساباتنا على وسائل التواصل الاجتماعي.