تُعد اضطرابات البلع، المعروفة أيضًا باسم عسر البلع، من المضاعفات الشائعة لدى الأشخاص الذين يعانون من السكتة الدماغية (الشلل). يتطلب عملية البلع لدى مرضى السكتة الدماغية تنسيقًا دقيقًا بين العضلات والأعصاب، وعندما يؤثر الشلل على هذا التوازن الدقيق، يمكن أن يؤدي إلى مشكلات كبيرة في الأكل والشرب. في هذا المقال، قمنا بتجميع أسباب اضطرابات البلع لدى مرضى السكتة الدماغية وتأثيراتها على الصحة العامة.
أحد الأسباب الرئيسية لاضطرابات البلع لدى مرضى السكتة الدماغية هو تلف مناطق الدماغ المسؤولة عن تنسيق وظائف البلع. عندما تحدث السكتة الدماغية، يتعطل تدفق الدم إلى الدماغ، مما يؤدي إلى نقص الأكسجين، وبالتالي يتسبب في تلف مناطق مهمة مثل جذع الدماغ والأعصاب القحفية.
تحدث وظيفة البلع في أربع مراحل: المرحلة التحضيرية داخل الفم، مرحلة المرور عبر الفم، المرحلة البلعومية، ومرحلة المريء.
تلعب هذه المناطق دوراً بالغ الأهمية في التحكم في الحركات اللازمة للبلع الآمن والفعال. تعتمد شدة عسر البلع عادةً على حجم السكتة الدماغية وموقعها؛ فكلما كانت منطقة السكتة الدماغية أكبر، كان التأثير على وظيفة البلع أعمق.
عامل مهم آخر يساهم في اضطرابات البلع لدى المرضى الذين أصيبوا بالسكتة الدماغية هو ضعف العضلات. يمكن أن ينشأ ضعف عضلات المضغ والبلع نتيجة السكتة الدماغية أو بسبب عدم الحركة لفترة طويلة أثناء فترة التعافي.
يمكن أن يؤدي هذا الضعف إلى مشاكل في نقل الطعام من الفم إلى المريء، مما يزيد من خطر الشفط (دخول الطعام أو السوائل إلى مجرى الهواء)، وهذا بدوره قد يؤدي إلى الالتهاب الرئوي ومضاعفات تنفسية أخرى.
فقدان الحس هو عامل أقل شهرة ولكنه مهم للغاية في اضطرابات البلع بعد السكتة الدماغية. قد يعاني الأشخاص الذين أصيبوا بسكتة دماغية من انخفاض في القدرة على الشعور بالحس في الفم والحلق والاستجابة له، مما يجعل تنسيق منعكس البلع أكثر صعوبة. يمكن أن يؤدي هذا النقص الحسي إلى ردود فعل متأخرة أو غير كافية أثناء البلع، مما يزيد من خطر الشفط.
بالإضافة إلى العوامل الجسدية، يمكن أن تؤدي الاضطرابات المعرفية أيضًا إلى تفاقم اضطرابات البلع لدى مرضى السكتة الدماغية. فالمشاكل مثل ضعف الانتباه والذاكرة والوظائف التنفيذية يمكن أن تؤثر على القدرة على اتباع التعليمات أثناء الأكل، مما يؤدي إلى استخدام تقنيات بلع غير صحيحة وزيادة خطر الاختناق، وقد يصاحب ذلك مخاطر أخرى مختلفة.
معالجة اضطرابات البلع لدى مرضى السكتة الدماغية مهمة ليس فقط لتلبية احتياجات التغذية وتناول السوائل، بل أيضًا لمنع المضاعفات التي قد تهدد الحياة.
يلعب أخصائيو علاج النطق واللغة دوراً مهماً للغاية في عملية إعادة التأهيل، حيث يعملون مع المرضى على تحسين قوة العضلات، والتنسيق، والوعي الحسي. تُحدد الاستراتيجيات بناءً على احتياجات المرضى، وقد تشمل أنظمة غذائية معدلة، وتمارين، وتقنيات علاج النطق لتعزيز السلامة أثناء تناول الطعام.
تشمل أسباب اضطرابات البلع لدى مرضى السكتة الدماغية عوامل جسدية ومعرفية متعددة. إن فهم هذه الأسباب أمر بالغ الأهمية لتطوير استراتيجيات إعادة تأهيل فعالة وتحسين جودة الحياة العامة للأشخاص الذين أصيبوا بسكتة دماغية.
يُسهم التدخل في الوقت المناسب، والعلاج الطبيعي الشامل، وإعادة التأهيل، ودعم المهنيين الصحيين بشكل كبير في تقليل تأثير اضطرابات البلع، مما يساعد الأفراد على استعادة قدرتهم على الأكل والشرب بأمان.
تم إعداد هذه المقالة واعتمادها من قبل اللجنة الطبية للنشر في أكاديمية إسطنبول للتأهيل.